الشعر في خدمة الشعب

الشعر في خدمــــــــــــــــة الشعب


لم يكن الشعر في يوم من الايام بمعزل عن الحياة بكل
جوانبها ففي كل منحني له مريدوة وحافظوة ومرددوه
وفي كل زمان ترنح الشعر وكاد ان يسقط ثم وفي اللحظه
الاخيره نهض وعاد للمشي بخطواته الساحرة الواثقة ,
الا انة تخلي عن القيادة في هذا الزمان , ففيما سبق كان
يجبر القارئ علي محاولة فهمة والارتقاء معه وفي هذا
الزمان الزي طغت علية فكرة التسويق بات الشعر مادة
تسويقية والقارئ مستهلكـ نعم , اما ان تقدم له ما يسهل
علية فهمه وكتابته في رسالة نصية غرامية والا فإنة
سيتخلي عنكـ ويبدأ في البحث عن شاعر آخر وبالتالي
ستتخلي عنكـ الصحف والمجلات والفضائيات وتبحث عن
شاعر مسوق أما انت فعليكـ تدوين قصائدكـ لزمن قد
يأتي وقد لا يأتي , زمن تعود فية الواجهه والوجاهة
للشاعر الذي يكتب الشعر للشعر , فاليوم ليس الشعر
اكثر من سلعة في كثير مما يكتب , اليوم ليس الشعر
بأكثر من زينة كالثوب والخاتم والعطر , اليوم الشعر
ماركة , لذا فهويباع بقيمة عالية , اليوم الشعر يقتني
, اليوم الشعر تقام لة المسابقات التي يتفاني الاغبياء
في الترويج لها ولمنظميها , وفي النهاية يفوز شاعر
واحد بالمبلغ ويفوز الراعي الرسمي بالملايين وتفوز
الشركة المنتجة والمنفزة بعشرات الملايين ويخرج
البوق مبحوحاً وكأنة ناي من قصب !
كثير من المطبلين لم ينتبهوا حتي هذه اللحظة انهم
لم يكسبوا من بيع ضمائرهم اكثر من فتات حازة
بكل سهولة وكرامة شاعر شاركـ بكرامة وخرج
بكرامة , ما المكسب ان انت قلت في كل همزة
ولمزة انكـ تعرف فلان وفلان وتعرفت علي فلان
وقابلت فلان من ذوي المناصب والوجاهان الاجتماعية
والاقتصادية ؟.. ما الطائل وانت الان في خانة الصوت
المرتفع بلا عقل , بلا عاطفة بلا كرامة ؟!.